
بقلم – ميلود رقيق
حملات مأجورة… وأهداف مكشوفة
في خضم المتغيرات الإقليمية وتزايد حروب الدعاية الرقمية، برزت المملكة المغربية كاستثناء في محيط مضطرب، بفضل وحدة مؤسساتها الحكيمة ووعي شعبها العميق.
فما نُشر عن تعرض المغرب لهجمات إعلامية مغرضة لم يكن مجرد انطباعات، بل وقائع موثقة تؤكد أن عدداً من المؤثرين وشبه الإعلاميين في دول عربية وغربية تلقّوا أموالاً مقابل ترويج أكاذيب عن المغرب وأحداثه الأخيرة.
إنها حرب ناعمة تُدار بالأموال والمنصات الرقمية، هدفها التشكيك في الثقة المتبادلة بين الشعب ومؤسساته.
المؤسسة الملكية… عمود الوحدة والاستقرار
منذ قرون، شكلت المؤسسة الملكية في المغرب الضامن الأول لوحدة الأمة واستمرارية الدولة.
فالعلاقة بين الشعب والملك ليست علاقة سياسية عابرة، بل رباط متجذر في التاريخ، يقوم على البيعة والوفاء المتبادل.
وقد جسد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، منذ اعتلائه العرش، هذا التلاحم من خلال مقاربة إصلاحية متبصّرة تعالج الاختلالات بحكمة ومسؤولية، دون المساس بالثوابت أو الانجرار وراء دعوات الفوضى التي أسقطت دولاً وشعوباً.
وعي الشعب… حصن ضد الاختراق
يدرك المغاربة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن قوتهم في وحدتهم، وأن استقرارهم ثمرة ولائهم للعرش وثقتهم في مؤسساتهم.
فالشعب المغربي، بخبرته التاريخية وتراكم وعيه، أصبح قادراً على التمييز بين النقد البنّاء والتضليل المأجور.
ولذلك، فكل محاولة لبث الفتنة أو التشكيك في المسار الوطني سرعان ما تصطدم بجدار من الوعي والولاء الصادق للوطن.
دروس من دول فقدت بوصلتها
في المقابل، تكشف تجارب بعض الدول العربية التي غرقت في الفوضى عن ثمن بيع الضمير الوطني،فحين نجح أهل الفتنة في شراء ذمم بعض مواطنيهم، تفككت مؤسساتهم، وتلاشت الثقة بين الشعوب والدولة، واندلعت دوامات الخلافات،الدمار والانقسام.
لقد فقدت تلك الدول بوصلتها لأن بعض أبناءها خانوا عهد الوطن، فانهار السقف على الجميع.
المغرب… وطن لا يُشترى
أما المغرب، فقد اختار طريق الحكمة على الانفعال، والإصلاح على الهدم، والوحدة على الانقسام.
وما يميز هذا الوطن هو أن مؤسساته تعمل بثبات، ومجتمعه يزداد وعياً، وقيادته ترسم بخطابها السامي معالم طريقٍ واضحٍ نحو مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً وتنمية.
فالمغاربة يعرفون أن الأوطان لا تُباع، وأن التاريخ لا يرحم من يفرّط في أمانة الوطن