
بقلم – الزهرة زاكي
كلنا لدينا صفحة شخصية على الفايسبوك وكلنا أيضا يتابع صفحات أخرى بشغف ونهم ، وكلنا نهمس بكلمات السخط مرات وبالرضا مرات ومرات على تدوينات من هنا وهناك ، فالفايسبوك هو ذلك العشيق الذي نكرهه وذلك الخبيث الذي نعشقه ،فلم نعد نعرف انفسنا هل نحن مدمنين له غصبا عنا او برضانا بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات .
كلنا يتصفح صفحات الاصدقاء والغرباء ويعلق بكلمات نابية أحيانا وباعجاب احيانا اخرى ، بدون ادنى احساس او شعور ان الكل حر في صفحته ، بل نريد ان نتصفح صفحات غيرنا بما يعجبنا نحن ، وكذلك ندون في صفحاتنا بما يعجبنا نحن ايضا ، اليس هذا غريبا وأنانية قوية منا .
كلنا نتابع صفحات المشاهير والكتاب والصحفيين ونهاجمهم وننعتهم بالتافهين فقط لانهم كتبوا تدوينات ليست على هوانا ولا تتماشا مع اراءنا وقيمنا ومعتقداتنا ، ونحن من هاجمنا بالامس الدولة على قمع حرية الراي والتعبير ، اليس هذا انفصام في شخصيتنا ، اظنها كذلك والله اعلم.
كلنا يتابع صفحة اخبارية تافهة ونتابع كل منشوراتها كلمة كلمة ، وننهي كل فيديوهاتها حتى النهاية ،ثم نعود لنقول ما هذه التفاهة الذي ينشرونها ، هم نشروها ونحن تابعناها اذن لماذا نتذمر ،من ارغمنا على متابعتها من .
اننا فعلا نقوم بتعذيب انفسنا برضانا عندما نتابع صفحات لا نطيقها ولا نحترمها ، وتستفز قيمنا واخلاقنا ، لهذا علينا ببساطة ان نبتعد عن الفضول التافه ونلغي متابعة كل الصفحات التي لا تعجبنا ، فبذلك سنحترم ذواتنا وايضا نحترم الاخر ونتركه وشانه .
فكل منا افكاره ، لكن تختلف التعبيرات عن الافكار من شخص لاخر ، فليس كل البشر يعرف استخدام الحروف والكلمات ، وان كنا سننتقد فل ننتقد باحترام دون اهانة فكر الغير ، او نلغي متابعته .
وختاما الفايسبوك هو العشيق الذي نكرهه وان غاب نبحث عنه ، وان بحثنا عنه نطغى فيه ونصبح جلادين لغيرنا ، فارجوكم ، دعوا كل في هواه يبحر .
قم بكتابة اول تعليق