كوسومار، فاعل رئيسي في الصناعة الغذائية المغربية ومساهم محوري في “صُنع في المغرب

بمناسبة مشاركتها في الدورة الثالثة لليوم الوطني للصناعة، المنظَّمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من طرف وزارة الصناعة والتجارة، بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمُنظَّمة هذه السنة تحت شعار «علامة صُنع في المغرب: ضمانة الجودة والقدرة التنافسية وآلية للتنمية المجالية المندمجة»، تُجدّد مجموعة كوسومار تأكيد التزامها التاريخي بدعم السيادة الغذائية للمملكة وتعزيز إشعاع «علامة صُنع في المغرب».

منذ ما يقارب قرنًا من الزمن، تواكب كوسومار تطور الصناعة الغذائية الوطنية، واضعة الإنتاج المحلي والخبرة المغربية في صميم نموذجها الاقتصادي.

منظومة صناعية لخدمة التزويد الوطني

من خلال تواجدها في خمس جهات عبر سبع مصانع سكر ومصنعين للتكرير، من بينها مصفاة سيدي بنور التي انطلقت في الإنتاج سنة ألفين وأربعة وعشرين، تتوفر كوسومار اليوم على قدرة إنتاجية تبلغ مليونين ونصف المليون طن من السكر الأبيض سنويًا.

تُمكّن هذه المنظومة الصناعية الحديثة من تأمين تموين مستقر ومتواصل للسوق الوطنية، كما تُسهم في إشعاع «علامة صُنع في المغرب» على الصعيد الدولي، بفضل صادرات نحو أكثر من ثمانين وجهة خارج نظام الدعم. وتُصدّر المجموعة حاليًا ما يقارب مليون طن سنويًا، مما يُكرّس مكانة المغرب ضمن الفاعلين الدوليين في صناعة السكر.

ولا يقتصر دور كوسومار على تزويد الأسر المغربية بالسكر، بل يشمل أيضًا إمداد مختلف الصناعات الغذائية الوطنية بهذه المادة الأساسية، مساهمةً في رفع تنافسية الإنتاج الوطني.

نموذج تجميع فلاحي مندمج في العالم القروي

إلى جانب نشاطها الصناعي، تعتمد المجموعة على نموذج تجميع فلاحي يضم أكثر من ثمانين ألف فلاح متعاون.

ويأتي هذا النموذج في إطار العقود-البرامج الموقعة بين السلسلة السكرية والدولة، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية في مجالات السيادة الغذائية، والتنمية الفلاحية، والاستدامة.

ويعتمد هذا النظام على عقود متعددة السنوات، ودعم مالي مهم، إلى جانب مواكبة تقنية ميدانية يشرف عليها مئة وعشرون مهندسًا ومستشارًا فلاحيًا لفائدة الفلاحين.

كما قامت كوسومار برقمنة السلسلة الفلاحية بأكملها من خلال منصة «التيسير»، التي تم تطويرها بكفاءات مغربية، لتتولى تتبع الزراعات، وإدارة المدخلات، وتنظيم العمليات الميدانية.

ويُشرف هذا النظام الذكي على تعبئة أكثر من ألفي وسيلة نقل وتجهيز فلاحي، إضافة إلى تنسيق العمل مع المزودين المتخصصين، مما يعزز التتبع، والنجاعة التشغيلية، والشفافية داخل السلسلة السكرية.

وتتكامل مع هذه السلسلة ثلاثمائة وأربعة وسبعون مقاولة صغرى ومتوسطة تنشط في مجالات المدخلات الفلاحية، والأشغال الميكانيكية، واللوجستيك الزراعي، مما يساهم في دينامية السلسلة السكرية.

وتضخ كوسومار سنويًا قرابة ثلاثة مليارات درهم في العالم القروي، دعمًا للتنمية المحلية وتعزيزًا للتماسك الاجتماعي.

التزام متجدد ومتوافق مع الدينامية الوطنية

عقب الإعلان الرسمي عن علامة «صُنع في المغرب» من طرف وزارة الصناعة والتجارة، تُحيّي مجموعة كوسومار هذه المبادرة التي تُثمن الإنتاج الوطني وتُبرز كفاءة اليد العاملة المغربية.

وبصفتها مقاولة مواطنة، تنخرط كوسومار بشكل طبيعي في هذه الدينامية، وفيةً لهويتها المغربية ورسالتها في الإنتاج داخل المغرب، وبكفاءات مغربية، ومن أجل المغاربة.

ومن خلال هذا الالتزام، تُجدد كوسومار تأكيد دورها المحوري في الاقتصاد الوطني، من خلال ضمان تموين مستمر ومستقر للسوق بالسكر، ومواكبة سلسلة فلاحية وصناعية فعّالة، والمساهمة في إشعاع «صُنع في المغرب» كرمز للسيادة والتنمية الترابية..