قافلة الألياف البصرية لشركة (إنوي) تحط الرحال بالدار البيضاء

الدارالبيضاء 23 أكتوبر 2025

حطت قافلة الألياف البصرية لشركة إنوي الرحال امس الأربعاء بالدار البيضاء، تحت شعار “تسريع تعميم الألياف البصرية في مناطق البناء الجديدة”، وذلك بعد محطة أولى ناجحة بمدينة مراكش.

وتهدف هذه المبادرة إلى توعية ومواكبة الفاعلين في مجالي العقار والبناء بأهمية إدماج الألياف البصرية منذ مرحلة تصميم المشاريع، من أجل تشييد مساكن وبنيات تحتية حديثة ومتصلة وتنافسية تستجيب لتطلعات المواطنين المتزايدة ولرهانات الإدماج الرقمي بالمغرب.

وفي كلمة له بالمناسبة، ذكر الرئيس المدير العام لشركة (إنوي)، عز الدين المنتصر بالله، بالمسار الذي قطعه المغرب سواء على مستوى الربط بالاتصالات أو في قطاع العقار، مبرزا أن المملكة تمكنت من إنتاج حوالي 4 ملايين سكن خلال العشرين سنة الماضية بفضل تضافر جهود المهنيين المغاربة.

وأضاف أن المغرب عرف تطورا ملحوظا في مجال الهاتف المحمول، لكنه سجل بعض التأخر على مستوى الولوج إلى الخط الثابت والألياف البصرية، مشيرا إلى أن نقل عدد متنام من المعطيات عبر الشبكة المحمولة فقط يؤدي إلى مشاكل على مستوى الضغط والتكلفة واستيراد المكونات بالعملة الصعبة.

وأكد المدير العام للشركة أن الألياف البصرية أصبحت اليوم ضرورة لمواكبة تطور أنماط الاستعمال، موضحا أنه حتى في القرى الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها ألف نسمة، فإن متوسط الاستهلاك الشهري للفرد يتراوح حاليا ما بين 18 و20 جيغابايت.

من جانبه، أبرز نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين، مصطفى العلالي، أن السوق العقارية في الدار البيضاء تعرف توسعا كبيرا، مشيرا إلى وجود طلب قوي على السكن في الأحياء التي تتوفر على بنية تحتية جيدة.

وقال العلالي “اليوم، الطلب على السكن المتصل بالإنترنت يشهد ارتفاعا كبيرا، فالوصول إلى الإنترنت لم يعد ترفا بل أصبح حاجة أساسية”، مؤكدا أن القطاع العقاري يتوفر على إمكانات قوية للتنمية، سواء في الدار البيضاء أو على المستوى الوطني.

وفي إطار هذه المحطة، قامت شركة “إنوي” بتوقيع عدة اتفاقيات استراتيجية، من بينها شراكة مع مجموعة ( Kaspet Group) تهدف إلى تعميم إدماج الألياف البصرية في مشاريعها العقارية المستقبلية.

كما تم توقيع اتفاق آخر مع المجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين لجهة الوسط، يهم تكوين المهندسين المعماريين حول الممارسات الجيدة لنشر الألياف البصرية، وأهمية إدماجها منذ مرحلة تصميم المشاريع.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الـمجلس الجهوي، محمد كريم السباعي، أن الاتفاقية الموقعة مع إنوي تهدف إلى توفير تكوينات تقنية وعلمية للمهندسين المعماريين حول كل ما يمكن أن تقدمه الألياف البصرية من مزايا ورفاهية الاتصال.

وأضاف أن “الأهم بالنسبة لنا هو أن نكون على اطلاع دائم، وأن يكون لدينا مخاطب تقني قادر على تلبية احتياجات كل مهندس معماري حسب مشروعه”.

وتميزت هذه المحطة من القافلة، أيضا، بعقد مائدة مستديرة جمعت الفاعلين الرئيسيين في قطاعي الإنعاش العقاري والبناء، تحت عنوان “تسريع تعميم الألياف البصرية في مناطق البناء الجديدة: ما هي آليات العمل؟”

ومن خلال هذه المبادرات، تؤكد شركة إنوي دورها كشريك استراتيجي في منظومة البناء والأشغال العمومية، عبر تسخير خبرتها ومواكبة فرقها التقنية لضمان ربط شبكي مثالي ومستدام.

وتجدد الشركة، من خلال “قافلة الألياف البصرية”، التزامها بتعميم الولوج إلى الإنترنت ذي الصبيب العالي جدا، وبمواكبة تحديث البنية العمرانية بالمغرب.

وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية وطنية ترمي إلى جعل المغرب بلدا أكثر اتصالا، حيث أصبحت الألياف البصرية رافعة للتنافسية الاقتصادية وعامل جذب رئيسي للأجيال الجديدة من المشترين.

وستواصل القافلة جولتها لتشمل مدنا أخرى، من بينها طنجة، من أجل تعبئة جميع الفاعلين حول تعميم الألياف البصرية وبناء مدن ذكية للمستقبل.