المدينة الخضراء شرفات: نموذجٌ متكامل يجمع بين السكن والتشغيل والاستدامة

شرفات، الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 -تُعطي مجموعة العمران الانطلاقة لمرحلة جديدة من تطوير المدينة الخضراء شرفات، تُميزها إعادة تنشيط الدينامية السكنية وإطلاق عرضٍ سكني متكامل ومتنوع، يستجيب لمختلف احتياجات الأسر والفئات الاجتماعية، كما يضم برامجَ مؤهلةَ للاستفادة من نظام الدعم المباشر للسكن.

بعد أن رسخت شرفات مكانتها كقطبٍ صناعي نشيط ومتكامل، تدخل اليوم مرحلةً جديدة نتمحور حول السكن وجودة العيش. وهي بذلك تنتقل من مدينة في طور الإنجاز إلى مدينةٍ نابضة بالحياة، مأهولةٍ وجاذبةٍ، تُجسد رؤيةً عمرانية تضع المواطن في صُلب أولوياتها.

وتُعتبر شرفات رافعةً حقيقيةً للتوازن المجالي، إذ تُسهم في تخفيف الضغط عن النسيج الحضري لمدينة طنجة. كما أن موقعها الاستراتيجي على مقربة من أهم مناطق الشغل — مثل ميناء طنجة المتوسط، والمنطقة الصناعية ملوسة، ومدينة صناعة السيارات – يُتيح نقليصَ زمن التنقل وخفضَ تكاليف المواصلات وتقليلَ المخاطر المرتبطة بالتنقلات اليومية.

وهي بذلك تَعزز جاذبيتها وتَسهم فعليًا في تحسين ظروف عيش العاملين وساكنة المنطقة.

وتندرج هذه الدينامية في إطار الرؤية المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تضع المواطن في صلب التنمية المجالية، وتدعو إلى تعزيز التكامل بين المجالات الترابية في إطار تنمية مندمجة، متوازنة ومستدامة .وكذا ضمن التوجهات التي تسهر على نفيذها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والرامية إلى إرساء نموذجٍ تنموي متوازنٍ وشاملٍ.

كما تأتي هذه المرحلة في سياق الاستراتيجية الجديدة لمجموعة العمران، التي تم إطلاقها في يونيو 2023، والتي تضع المواطن في صميم عملها وتدخلاتها، مؤكدةً تموقعها كمؤسسةٍ عموميةٍ رائدة في تنفيذ سياسات الدولة في مجالي السكن والتعمير.

وانطلاقًا من هذا التوجه، تُجسد المشاريع السكنية الجاري تنفيذها بشرفات رؤيةً متكاملةً نجمع بين الشمولية والتنوع، من خلال توفير منتجاتٍ سكنيةٍ تستجيب لمختلف الشرائح الاجتماعية، وتنسجم مع تطلعات الأسر نحو سكنٍ لائقٍ، بجودةٍ عاليةٍ وبأسعارٍ ملائمة كما تُجسد المدينة الخضراء شرفات نموذجًا عمرانيًا مسؤولًا ومبتكرًا، قائمًا على مبادئ التصميم الإيكولوجي، يهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة. وتُعتبر المساحات الخضراء أحد أعمدة هذا النموذج، إذ تمتد على مساحة تُقدَّر ب156 هكتارًا، أي ما يُعادل 20% من المساحة الإجمالية للمشروع، مما يمنح المدينة بيئةً صحيةً ومستدامةً ومتناغمةً مع محيطها الطبيعي.

وفي هذه المرحلة الجديدة، تُواصل مجموعة العمران تعبئة شركائها من القطاعين العام والخاص من أجل مواكبة التحول العمراني الذي تعرفه المدينة الخضراء شرفات .كما تترافق الدينامية السكنية مع انفتاح متزايد على الاستثمار، من خلال إبرام شراكات مع مطورين عقاريين، وتوفير فرص واعدة للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين.

ومن خلال هذه الانطلاقة الجديدة، تُؤكد مجموعة العمران التزامها الراسخ بجعل المدينة الخضراء شرفات نموذجًا لمدينةٍ مخططةٍ ومستدامةٍ وشاملة، حيث يلتقي العمران العصري بالقرب الاجتماعي، والتنوع المجالي، وجودة الحياة في خدمة المواطن .

تقديم المدينة الخضراء شرفات

تعدّ المدينة الخضراء شرفات من بين المشاريع الحضرية الكبرى التي أُطلقت بمبادرة سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللّه، والذي أعطى انطلاقتها الرسمية يوم 9 يناير 2009.

ويجسّد هذا المشروع المهيكل رؤية متكاملة للتنمية المستدامة والشاملة، تروم إحداث تحوّل عميق في المشهدين العمراني والاجتماعي لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.

وقد صمّمت المدينة لتكون نموذجًا لمدن المستقبل، يقوم على تخطيط عمراني محكم يراعي البيئة وجودة العيش، ويُحفّز فرص الاستثمار والتشغيل في إطار تناغمٍ بين السكن، والخدمات، والبنية التحتية، والأنشطة الاقتصادية، بما يجعلها قطبًا حضريًا جديدًا متكامل الوظائف ومتين الأسس.

شرفات، نموذج للاستدامة الحضرية

تجسّد المدينة الخضراء شرفات نموذجًا رائدًا للتنمية الحضرية المستدامة، من خلال تحقيق التوازن بين النمو العمراني والحفاظ على البيئة.

وقد تم تصميمها وفق مبادئ الهندسة الإيكولوجية، بما يضمن تثمين الفضاءات الخضراء، والاندماج المتناغم للبنيات التحتية داخل محيطها الطبيعي.

ويعتمد تخطيط المدينة على مقاربة عمرانية متكاملة تهدف إلى الحد من التوسع العشوائي، وتشجيع التنقل المستدام، وتعزيز التماسك الاجتماعي، بما يخلق بيئة حضرية متوازنة ومريحة للعيش .وتُولي شرفات أهمية كبرى للمساحات الخضراء التي تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 156هكتارًا، أي ما يعادل %20 من المساحة الإجمالية للمشروع .

ويمنح هذا التوازن المدينة الخضراء شرفات طابعًا بيئيًا فريدًا وإطارًا معيشيًا صحيًا ومستدامًا، يعكس رؤيتها ك مدينة بيئية نموذجية تجمع بين جودة العيش والانسجام مع الطبيعة.

رؤية مهيكلة لتنمية جهة الشمال

منذ انطلاقتها، تم تصور المدينة الخضراء شرفات كمحرك استراتيجي للتنمية المجالية، وركيزة أساسية في مسار التحول الاقتصادي والعمراني الذي تعرفه جهة الشمال، بفضل المشاريع الكبرى المهيكلة التي يحتضنها الإقليم، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، وطنجة أوتوموتيف سيتي، وتطوان شور، والمنطقة الصناعية الحرة بملوسة.

وتُعدّ شرفات مكونًا رئيسيًا ضمن المشروع الكبير للتنمية المجالية بالشمال، حيث تم صميمها لمواكبة هذه الدينامية الاستثنائية من خلال توفير إطار عيش متوازن ومستدام لفائدة العاملين بالمناطق الصناعية والاقتصادية المجاورة.

وتُجسد الوظائف الحضرية الموكولة إلى المدينة هذه الرؤية المتكاملة، إذ تم تطويرها لتكون فطبًا سكنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا يستوعب اليد العاملة النشيطة بالمنطقة الصناعية، ويُخفّف في الوقت ذاته الضغط المتزايد على النسيج الحضري لمدينة طنجة.

كما تَعتبر الموقع الجغرافي الاستراتيجي لشرفات من أبرز نقاط قوتها، إذ يتيح قربها المباشر من أهم مناطق الشغل تقليصًا ملحوظًا في مدة التنقل وتكاليف المواصلات، ويُسهم في الحد من المخاطر المرتبطة بالتنقلات اليومية التي كانت تتم في السابق بين طنجة وملوسة

مرافق متكاملة في خدمة مدينة نابضة ومندمجة

تم تصميم المدينة الخضراء شرفات لتكون نموذجًا لمدينةٍ متكاملةٍ ومتناغمةٍ في مكوناتها، تولي عناية خاصة للمرافق العمومية والخدمات القريبة من المواطنين، باعتبارها ركيزة أساسية لجاذبيتها وجودة العيش فيها.

على مساحة تناهز 82هكتارًا مخصصة للمرافق الجماعية، تشهد المدينة تطورًا تدريجيًا لشبكةٍ متكاملةٍ من البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية، المواكبة لنموها العمراني والسكاني. وقد تم بالفعل إنجاز عدد من المنشآت الرئيسية، من بينها مسجد الإمام مالك .

والمعهد المتعدد التخصصات لمهن اللوجستيك والصناعة، ومدرسة ابتدائية وإعدادية، ومركز للوقاية المدنية، إلى جانب المقر المحلي لمجموعة العمران.

وتتواصل هذه الدينامية من خلال إنجاز مرافق للقرب بشراكة مع القطاع الخاص، من بينها مخبزة وحمّام ومركز تجاري وعيادة خاصة، بما يعزز الخدمات اليومية الموجهة للساكنة.

وفي الوقت ذاته، تعرف المدينة إطلاق مشاريع كبرى مهيكلة قيد الإنجاز، من قبيل مستوصف، ومركز تجاري كبير، ومحطة للوقود، وفندق عصري، وهو ما يؤكد تموقع شرفات كقطبٍ إقليمي متطورٍ للخدمات والاستثمار.

سنة 2025… انطلاقة دينامية جديدة

تدخل المدينة الخضراء شرفات مرحلة جديدة من تسريع وتيرة التنمية، تتميز بتنفيذ أولى البرامج السكنية وبروز النشاط العقاري كرافعة أساسية في مسار تفعيل المشروع.

وعلى مساحةٍ إجمالية تفوق 3,45ملايين متر مربع، مكنت المرحلة الأولى من التطوير من إنجاز مجموعة من الأحياء السكنية والمرافق الحديثة، تجسيدًا لإرادة مجموعة العمران في نقديم عرض سكني متنوع وميسر وذو جودة عالية يستجيب فعليًا لحاجيات المواطنين.

وإلى حدود اليوم، تم إنجاز أكثر من 420 وحدة سكنية، فيما توجد حوالي 418وحدة إضافية في طور الأشغال. ومن بين المشاريع البارزة إقامات “اللوريي “وفيلات “الزهرة”، إلى جانب برنامجي “المستقبل “و”البساتين”، التي تُعد من العلامات المميزة لهاته المرحلة الجديدة من نطوير المدينة.

وتندرج هذه المشاريع ضمن البرنامج الجديد للدعم المباشر للسكن، من خلال عمليات متعددة تم تنفيذها بشراكة مع عدد من المنعشين العقاريين الجهويين، بإجمالي يفوق 1.350 وحدة سكنية، تعكس التزام مجموعة العمران بتعزيز الولوج إلى السكن اللائق ودعم دينامية الاستثمار في الجهة.

شراكات واعدة ودينامية استثمارية متجددة

ترتكز الاستراتيجية التنموية للمدينة الخضراء شرفات على إرساء شراكات عقارية ومؤسساتية متينة، تسهم في تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.

وخلال الأشهر الأخيرة، تم توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة التي تُجسد مرحلة جديدة في مسار إنجاز المشروع، وتعكس في الوقت ذاته الدينامية الاستثمارية المتصاعدة التي تعرفها المدينة.

وستمكن هذه الشراكات من إنجاز مشاريع سكنية مؤهلة للاستفادة من البرنامج الجديد للدعم المباشر للسكن، إضافة إلى تطوير برامج سكنية أخرى متنوعة، تستجيب لمختلف حاجيات المواطنين وتواكب تطور الطلب على السكن.

وتُجسد هذه المبادرات رغبة مجموعة العمران في تعزيز البعد الاجتماعي للمشروع، مع الحرص على تحقيق التوازن العمراني والجودة المعمارية، بما يضمن توفير سكن لائق ومستدام يلبي تطلعات مختلف الفئات الاجتماعية، ويعكس رؤية شاملة لمدينة حديثة ومنفتحة.

نبذة عن مجموعة العمران

الأداة الفعلية لتنفيذ سياسة الإسكان والتنمية الترابية لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة

تعدّ مجموعة العمران مؤسسةً عموميةً استراتيجية تضطلع بدورٍ محوري في تنفيذ السياسات العمومية في مجالي التهيئة الحضرية والتنمية الترابية. وتتمثل مهمتها في الإسهام الفعال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، من خلال تطوير مجالات العيش، وتأهيل المدن والمراكز الحضرية، وإحداث أحياء متكاملة تراعي مبادئ الجودة والاستدامة.

وتتمثل مهام المجموعة في إنجاز عمليات التهيئة العقارية كالتجزئات والمناطق الحضرية الجديدة والمدن الجديدة وإنتاج السكن الموجه لكافة الشرائح الاجتماعية، سواء مباشرة، أو عبر آليات التفويض، أو في إطار شراكات مع مؤسسات عمومية أو منعشين خواص.

كما تتدخل المجموعة في محاربة السكن غير اللائق، وتأهيل المجالات الحضرية، وتثمين الأنسجة العمرانية القديمة.

تتكون مجموعة العمران من الشركة القابضة “العمران”، وهي شركة مساهمة تشتغل بنظام المجلس الرقابي والإدارة الجماعية، وتمتلك 10فروع جهوية بنسبة 100% و 56وكالة جهوية، مما يكرّس حضورها الترابي ويعزز دورها في خدمة المواطن والفاعلين المحليين والجهويين.

كما تتوفر المجموعة على فرعٍ دوليّ بباريس، يُعنى بتعزيز جسور التواصل مع المغاربة المقيمين بالخارج وتسهيل ولوجهم إلى العروض والخدمات العقارية التي توفرها المجموعة.

ومنذ النصف الثاني من سنة 2023، انخرطت المجموعة في مراجعة استراتيجية شاملة لتموقعها ونموذجها الاقتصادي، بهدف بلورة رؤية جديدة وطموحة، وفتح آفاق تنموية معززة، من أجل إعطاء دفعة جديدة لعملها وتحسين أدائها بشكل مستدام. ويتم ذلك في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية، وتوصيات النموذج التنموي الجديد، والمهام الاجتماعية للمجموعة، وتطلعات انتظارات السلطات العمومية، خاصة الوزارة الوصية، والمواطنين، مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات والفرص التي يتيحها محيطها.

وفي إطار هذا التحول الاستراتيجي، تم وضع المواطن، سواء المقيم بالمغرب أو مغاربة العالم، في صلب أولويات المجموعة، بهدف ضمان خدمة ومنتج يستجيب لتطلعاته، ويعزز مقومات القرب، والشفافية، والجودة. وقد تم بذلك اعتماد توجه مرتكز على المواطن والخدمة العمومية كخيار محوري في برامج عمل المجموعة، مع تحديد وإطلاق برامج للتطوير والتحسين في هذا الإطار