المغرب في طريقه لتصدر السياحة الإفريقية

باريس 01 أكتوبر 2025 (ومع) أكد صحيفة “أوست فرانس” الفرنسية أن المغرب، بفضل الاستثمارات الضخمة التي يضخها في قطاع السياحة، مدعومة بمؤهلات طبيعية وثقافية، في طريقه لتصدر الوجهات السياحية على مستوى القارة الإفريقية، وترسيخ ريادته بشكل مستدام.

وتحت عنوان “لماذا يحقق المغرب نجاحا متزايدا لدى السياح؟”، أبرزت اليومية الفرنسية أن المملكة تعد منذ فترة طويلة وجهة مفضلة لدى السياح الأوروبيين، وفي مقدمتهم الفرنسيون، لما تزخر به من تنوع طبيعي ومشاهد خلابة، وغنى ثقافي لافت في مدن مثل مراكش وفاس والصويرة، فضلا عن سحر شواطئها على واجهتي الأطلسي والمتوسط، وحتى لعشاق المغامرة، يمكن اكتشاف مساحات الصحراء الشاسعة.

وأضافت الصحيفة أن هذا العرض السياحي “الاستثنائي والمعروف جيدا”، يأتي بأسعار ما تزال في المتناول، وبموقع جغرافي قريب يجعل الوصول إلى الوجهة سهلا دون ساعات طويلة من السفر، “لكن هذا ليس كل شيء”.

فالمغرب – تضيف “أوست فرانس” – لم يكتف بالنجاح الذي حققه، بل اختار باستمرار نهج الاستثمار، العمومي والخاص معا، لمواصلة تطوير قطاعه السياحي. وهكذا، وبعد مخططي “رؤية 2010” و”رؤية 2020″، دخلت المملكة مرحلة “رؤية 2030″، مع تحديد أولويات وطنية وأهداف واضحة لزيادة قدرات الإيواء والنقل، بما في ذلك النقل الجوي، وتحسين البنيات التحتية وتجديد بعض المواقع، وتعزيز جودة الخدمات، وخلق مناطق جديدة مخصصة للسياحة، سواء كانت شاطئية أو ثقافية أو قروية أو خارجية.

وسجلت الصحيفة وجود “دينامية حقيقية” في بلد يتمتع بالاستقرار السياسي وبمقاربة براغماتية، خاصة في استقباله لملايين الزوار الأجانب المنتمين لثقافات مختلفة، مما ساهم في تحفيز المستثمرين على الانخراط في هذا المسار.

وأردفت أن هذه الجهود انعكست في شكل تنمية “عصرية” للمملكة، وفي الوقت ذاته “إبراز لتراثها الثقافي وتقاليدها التي يفخر بها المغاربة”. وهو ما يتيح، في حد ذاته، “تجربة سياحية فريدة وأصيلة”، تشمل أيضا تراثا حرفيا وغذائيا وأدبيا وفنيا، يتم تسليط الضوء عليه من خلال المهرجانات والعروض الموضوعاتية.

كما لفتت اليومية إلى أن المغرب أصبح أيضا “وجهة مواكبة للقرن الحادي والعشرين”، مع قطاع سياحي داخلي لم يعد يشبه ما كان عليه في الماضي، واهتمام متزايد بالبيئة والسياحة المسؤولة والمستدامة، إلى جانب مكافحة ظاهرة السياحة المفرطة في بعض المناطق، وإعطاء مكانة أكبر للنساء والشباب في القطاع.

وفي سياق الإشارة إلى التحولات التكنولوجية، أبرزت الصحيفة قدرة المملكة على التكيف مع متطلبات العصر، من خلال اعتمادها على حملات ترويجية رقمية موجهة للأسواق الخارجية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، وتعدد منصات الحجز عبر الإنترنت، واعتماد تطبيقات معلوماتية وخدماتية، مما يجعل العالم الرقمي “أداة أساسية لجذب الزوار والحفاظ عليهم، في وقت بات فيه السياح أكثر اتصالا وتطلبا”.

كما توقفت الصحيفة عند الأثر السياحي المرتقب لاحتضان المغرب لاثنين من أبرز الأحداث الرياضية العالمية المقبلة، وهما كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2025 وكأس العالم 2030، معتبرة أن ذلك “سيمنح دفعة إضافية للوجهة ويقدم واجهة جديدة للمملكة”.

وختمت اليومية الفرنسية بالتأكيد على أن كل هذه العوامل تجعل المغرب في موقع قوي “ليتبوأ ريادة السياحة الإفريقية دون منازع”.