السمارة .. لقاء تواصلي هام لحزب الاستقلال حول موضوع “الأقاليم الجنوبية للمملكة: دينامية تنموية متواصلة”

ترأس نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، مساء اليوم بمدينة السمارة، لقاءً تواصليا هاما حول موضوع “الأقاليم الجنوبية للمملكة: دينامية تنموية متواصلة”، نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بكل من مجلسي النواب والمستشارين،ومشاركة كل من مولاي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس مجلس جماعة العيون، وسيدي محمد ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس مجلس المستشارين، وعلال العمراوي، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، بالإضافة إلى حضور عدد من الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية ووزراء وبرلمانيي الحزب، إلى جانب عبد القادر الكيحل، نائب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين.

كما عرف هذا اللقاء مشاركة كل سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون – الساقية الحمراء و محمد سالم البيهي رئيس المجلس الإقليمي للسمارة و مولاي محمد الشريف رئيس مجلس جماعة السمارة و مولاي الزبير حبدي النائب البرلماني للحزب عن الإقليم و فاطمة سيدة النائبة البرلمانية للحزب عن الدائرة الجهوية لجهة العيون الساقية الحمراء ورئيسة جماعة امكالة، بالإضافة بالإضافة إلى حضور كل من المفتش العام للحزب ورئيس ديوان الأمين العام للحزب ومدير المركز العام للحزب وعدد من أطر فريقي الحزب بالبرلمان، ورؤساء ومنتخبات ومنتخبي الحزب بالجماعات الترابية والغرف المهنية بجهة العيون الساقية الحمراء.

استهل نزار بركة كلمته بالتأكيد على مركزية قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن حزب الاستقلال، انسجاما مع توجهات المملكة، يطمح لأن تكون سنة 2025 سنة الحسم والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، موضحا أن ما تحقق من تقدم في قضيتنا الوطنية الأولى هو ثمرة للرؤية الملكية المستنيرة، معبرا عن اعتزازه بدور منتخبي الحزب في مواكبة وترسيخ دينامية التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة والذي بالمناسبة حيا جهودهم في خدمة الوطن والصالح العام، مشددا في الوقت ذاته على أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يملك سوى خيارا واحدا يتمثل في اعتماد مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد لهذا الملف المصطنع.

وأشار نزار بركة إلى أن ترؤس حزب الاستقلال لجهة العيون الساقية الحمراء يمثل مسؤولية كبيرة يتشرف الحزب بتحملها، مؤكدا أن حوالي 50 من منتخبي الحزب بالجهة هم استقلاليات واستقلاليون وهذا وحده مدعاة للفخر والاعتزاز، فيما يقود حزب الاستقلال 55% من الجماعات في أقاليمنا الجنوبية العزيزة، سواء بشكل أحادي أو ضمن تحالفات، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للوقوف عند المنجزات وتقييم أداء النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأبرز الأمين العام العناية الملكية السامية بالأقاليم الجنوبية لعدة اعتبارات، أبرزها تخصيص نموذج تنموي خاص بهذه الأقاليم، صمم بمشاركة ساكنتها وفق نهج تشاركي وشمولي، انبثق من حاجيات المواطنات والمواطنين. مشددا على مركزية تنمية الأقاليم الجنوبية في الخطابات الملكية السامية، التي أسهمت بشكل مباشر في توجيه ورعاية عملية بلورة وتنزيل هذا النموذج التنموي.

واستعرض نزار بركة ما تحقق من إنجازات أسهمت في فك العزلة عن ساكنة إقليم السمارة ومختلف الأقاليم الجنوبية عموما، من خلال تعزيز الربط الجوي وتطوير شبكة بنية تحتية عصرية، مبرزا أنه سيتم تخصيص اعتمادات مالية سنة 2026 من أجل إعادة تأهيل الطريق بين العيون والسمارة، مشيدا بالجهود المبذولة للقضاء على السكن غير اللائق والعشوائي، واستفادة حوالي 4000 أسرة من تعويضات في إطار مشروع يضمن استفادتهم من سكن يضمن كرامتهم.

كما سجل الأمين العام بفخر قرب الانتهاء من أشغال طريق امكالة الحدودي الرابط بين المغرب وموريتانيا خلال الأسابيع المقبلة، في أفق جعل الجهات الجنوبية قاطرة نحو إفريقيا، تقوي العمق الإفريقي للمغرب، خاصة مع إنجاز الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة الذي اكتمل في نونبر 2024، إلى جانب تقدم أشغال ميناء الداخلة الأطلسي، والمبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.

وتوقف نزار بركة عند أهمية الأوراش الكبرى لتنمية الأقاليم الجنوبية، التي تهدف إلى جعلها منصة دولية منتجة ومصدرة للطاقات النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونياك الأخضر، والفوسفاط بمختلف مشتقاته، موضحا أن هذه المشاريع تضع الإنسان والمواطنين بهذه الأقاليم العزيزة في قلب النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وهو ما يفسر حرص صاحب الجلالة على تحديث هذا النموذج لضمان تنمية شاملة ومستدامة.

وركز الأمين العام على تطوير رؤية مندمجة للأقاليم الجنوبية، تهدف إلى تحقيق التقائية وتنسيق بين مختلف السياسات، ووضع المواطن في صلب النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم، وشدد على ضرورة الحكامة في نفقات التنمية، مع العمل على تنويع محركات النمو، وتقوية الموارد البشرية من خلال تحسين الخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين، ومواءمة التكوين مع متطلبات سوق العمل، مؤكدا على إعطاء الأولوية لدور القطاع الخاص في خلق فرص الشغل، مع التركيز على بعد التنمية المستدامة للحفاظ على البيئة، وتعزيز مكانة المرأة كفاعل أساسي في التنمية.

وفي هذا الإطار، أكد نزار بركة حرص الحكومة على تطوير البنية التعليمية والتكوينية بجهة العيون الساقية الحمراء، من خلال إحداث جامعة متعددة التخصصات بالسمارة، وبرمجة إحداث قطب تكنولوجي بها إلى جانب إحداث مركز للكفاءات بالعيون، فضلا عن معهد البناء والأشغال العمومية التابع لوزارة التجهيز والماء، وذلك بهدف مواكبة الأوراش الكبرى وتنمية الجهات الجنوبية للمملكة بشكل مستدام.

وبلهجة لا تخلو من الصرامة والوضوح، شدد نزار بركة على التزام حزب الاستقلال الدائم بالدفاع عن مجانية الصحة وتحسين جودة الخدمات الصحية، موضحا أن هذا الالتزام تجسد داخل التحالف الحكومي من خلال الرفع في أجور الأطباء والكوادر الصحية، ودعم تدبير الأقطاب الصحية على المستوى الجهوي بدل المركزي، لضمان تمكين كل جهة من وضع استراتيجيتها الصحية الخاصة وإدارة مسارها بشكل فعال.

واختتم نزار بركة كلمته بالإشارة إلى جملة من التحديات التي يتعين رفعها، على رأسها إشكالية التكوين ومعالجة البطالة، مؤكدا أن التغيير المنشود مشروط بضمان استمرار المسار الديمقراطي، مذكرا بأن الأرقام القياسية للمشاركة السياسية تسجلها الأقاليم الجنوبية للمملكة، داعيا إلى الاستمرار على هذا النهج من المشاركة المكثفة كما عهد في هذه الأقاليم، لتعزيز مسار التنمية، مشددا على أن النموذج التنموي ليس محصورا في زمن محدد، بل هو دينامية ومسار يتخلله محطات متواصلة.

ومن جهته، شدد سيدي محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، على أن هذا اللقاء يشكل فرصة للإصغاء لنبض ممثلي الساكنة، وتقييم ما تحقق من منجزات، وتعزيز المقترحات وفاء لقيم الحزب بقيادة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، في سبيل خدمة الوطن، مبرزا أن احتضان مدينة السمارة لهذا اللقاء يعكس روح الوطنية، باعتبارها ذاكرة للنضال وعاصمة علمية وروحية للأقاليم الجنوبية للمملكة، جسدت عبر التاريخ التلاحم الدائم بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد.

كما أكد رئيس مجلس المستشارين حرص الحزب على مواصلة مد جسور التواصل، متوقفا عند مستجدات قضية الوحدة الترابية وما يواكبها من حملات تضليلية، مشددا على أن المغرب، بعزيمته الراسخة، يظل عصيا على كل استهداف، حيث ختم كلمته برسالة موجهة لإخواننا في مخيمات تندوف مفادها أن مستقبلهم الحقيقي هو في حضن الوطن.

ومن جانبه أكد مولاي حمدي ولد الرشيد أن هذا الجمع المبارك يجسد أسمى تمثيل لحزب الاستقلال، كحزب رائد يساهم بفعالية في صياغة مستقبل وتنمية الأقاليم الجنوبية، موضحا أن اختيار مدينة السمارة له دلالة عميقة ورمزية قوية تعكس الوفاء لقضية الوحدة الوطنية، مبرزًا أن قيمة هذا اللقاء من قيمة المدينة المحتضنة، كمدينة للأولياء الصالحين والعلم والمعرفة، وكإقليم حدودي قدّم أبناؤه تضحيات جسام دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة.

كما شدد على أن ما تعرفه الأقاليم الجنوبية من نهضة تنموية يعد مصدر اعتزاز وطني وإشادة دولية، مذكرا بأن السمارة أصبحت اليوم مدينة بلا صفيح، وأنها استفادت من مشاريع كبرى في البنى التحتية والاستثمارات العمومية، إضافة إلى إحداث الكلية متعددة التخصصات، خاتما تدخله بتوجيه شكره الخالص للقوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والإدارة الترابية على إسهامهم في ترسيخ الأمن والاستقرار بالإقليم.

وبدوره، أكد علال العمراوي، أن هذا اللقاء يشكل امتدادا لجسور التواصل داخل هذه القلعة الاستقلالية التي استمدت شموخها من صمودها المستمر في وجه أعداء الوحدة الترابية منذ استقلال المملكة، موضحا أن أي استثمار في هذه الأقاليم العزيزة هو في جوهره استثمار في دعائم الوحدة الوطنية، وسير بخطى ثابتة في إرساء مغرب بسرعة واحدة انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية.

وأشاد العمراوي بما يقدمه ممثلو الأقاليم الجنوبية من جهود وطنية صادقة لتنزيل وإنجاح النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، مبرزا أن إقليم السمارة يعد إقليما واعدا، بما يتوفر عليه من إمكانيات ضخمة وكفاءات شابة، منوها بما يبذله الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد من عمل وتضحيات سواء على مستوى المنطقة أو ضمن قيادة الحزب، معتبرا أن هذا اللقاء يشكل محطة بارزة ضمن سلسلة اللقاءات الميدانية التي يعقدها فريقي الحزب بالبرلمان في إطار سياسة القرب المستمرة.

من جانبه، أكد عبد القادر الكيحل، نائب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، أن اللقاء في مدينة السمارة، الحاضرة الروحية للأقاليم الجنوبية ومهد المقاومين والعلماء والصالحين، يحمل دلالات كبيرة على صعيد المكان والزمان، مشددا على حرص حزب الاستقلال على المساهمة في انتزاع الاعتراف الأممي بمغربية الصحراء، بقدر حرصه على تعزيز الممارسة الديمقراطية الرصينة، مع الالتزام بتنفيذ نموذج تنموي يضمن كرامة المواطنين، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية.

وأشار إلى أن الفخر كل الفخر أن يساهم حزب الاستقلال، برجاله ونسائه وشبابه، في مسار ترسيخ مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد، لافتا إلى أن السنة الأخيرة من عمر هذه الحكومة تجسد الروح الاستقلالية في العمل الجاد ونكران الذات والالتفاف حول قيادة الحزب، بروح الطموح المشترك من أجل تحقيق تنمية شاملة وعدالة مجالية تغطي مختلف أقاليم المملكة، بما يضمن لحزب الاستقلال المكانة التي يستحقها في المشهد الوطني.

وعبر سيدي حمدي ولد الرشيد، عن افتخاره لدخول جهة العيون الساقية الحمراء التاريخ في إنجاح النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال مثل رافعة في تنزيل هذا البرنامج الذي أنعم به صاحب الجلالة على هذه الأقاليم، وهو ما يشكل مسؤولية تاريخية، إذ إن أول من ساهم والتزم في هذا النموذج التنموي ماليا كانت هي جهة العيون الساقية الحمراء، مسجلا بافتخار كون مدينتي العيون والسمارة قلعتين استقلاليتين.

وقدّم كل محمد سالم البيهي رئيس المجلس الإقليمي للسمارة ومولاي محمد الشريف رئيس مجلس جماعة السمارة ومولاي الزبير حبدي النائب البرلماني للحزب عن إقليم السمارة والأخت فاطمة سيدة النائبة البرلمانية للحزب عن الدائرة الجهوية لجهة العيون الساقية الحمراء ورئيسة جماعة امكالة رؤاهم وتطلعاتهم الرامية إلى مواصلة مسار التنمية والنهوض بأوضاع المواطنات والمواطنين بإقليم السمارة، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية، وبما يضمن تثمين الرأس البشري وجعله محور السياسات العمومية.

وفي ختام اللقاء التواصلي الذي نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بكل من مجلسي النواب والمستشارين بمدينة السمارة، أطلق حزب الاستقلال “إعلان السمارة”، الذي جدد من خلاله مواقفه الثابتة تجاه القضية الوطنية، مؤكداً أن سنة 2025 يجب أن تكون سنة الحسم النهائي في قضية الصحراء المغربية عبر اعتماد مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد لهذا النزاع المفتعل، كما شدّد الإعلان على آفاق التنمية بإقليم السمارة وتعزيز مكانته كقطب واعد للتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، قبل أن يرفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.